صباح الخير زغوان ….كعك الورقة و الطريق نحو التصنيع

أشك في وجود جهة ما أو شخص ما لديه العدد الصحيح لورشات كعك الورقة المنتصبة بزغوان المدينة… وأظن أنه لا أحد يعرف عدد حرفيات هذا المجال أو يعرف حجم كعك الورقة الذي تضخه ولاية زغوان إلى كامل ربوع البلاد… وعلّ أفضل التوصيفات لتطور هذا القطاع في ظل محافظته على نفس النسق وتواصل نفس المؤشرات هو كارثي…
يعد شهر رمضان الكريم هو موسم صناعة كعك الورقة الحلوى الأندلسية الأكثر اشتهاء وطنيا على موائد عيد الفطر. وتضخ يوميا ورشات صناعة صناعة كعك الورقة بزغوان ما بفوق 6 أطنان من هذه الحلوى إلى كامل ربوع البلاد…
ربما قد يتفاجأ البعض من حجم 6 أطنان، غير أن ذلك هو أصغر حجم ممكن لما يتم ضخه يوميا خلال شهر رمضان من مدينة زغوان إلى الجهات الأخرى والذي قد يصل دون مبالغة إلى 8 أطنان…
ودققنا في الرقم كثيرا قبل كتابة المقال وعدنا مرارا إلى أناس و جهات مكلفة بالتوصيل منها ما هو منظم ومنها من يعمل للحساب الخاص حتى أصحاب سيارات الأجرة سألناهم فمنهم من كان صريحا معنا ومنهم من تهرب من الإجابة لكننا قدرنا جهده في هذا العمل من خلال ملامح وجهه حين طرحنا عليه أحجاما مختلفة.
فإن سلمنا يصحة الرقم المقدم و إذا قدرنا أن الحرفية الواحدة تنتج يوميا خلال شهر رمضان بمعدل “ستيكتين” أي 20 كلغ من كعك الورقة فإن زغوان تنطوي على ما بين 3 آلاف و4 آلاف حرفية لصنع كعك الورقة.
واذا اعتبرنا أن متوسط سعر الكلغ الواحد من كعك الورقة خلال شهر رمضان هو 30 دينارا فإن هذا القطاع يضخ يوميا داخل المدينة خلال شهر رمضان ما بين 180 ألف دينار و240 ألف دينار.
متأكدون من عدم دقة الأرقام المقدمة لكنها ليست بعيدة كثيرا عن الواقع  .و اخترنا الحديث عن هذا النشاط في رمضان لابراز مساراته كنشاط تجاري قابل للتطور و كصناعة تقليدية قابلة للعصرنة,فقد يصبح كعك الورقة  من منتوجات مولان دور أو الال بي أم مثلا .
ان اعتراف أهل مدينة زغوان بكون كعك الورقة لم يعد صناعة تقليدية بل صناعة تجارية مهم جدا لأنهم بذلك قد يفكرون في المرور إلى عصرنة صناعة كعك الورقة قبل ان نر معامل بمدينة زغوان لصنع الحلوى الزغوانية الأندلسية باستثمارات غير زغوانية.
ونعرف جيدا طعم الكاكاوية واللوز ونحفظ روائح العطرشاء والنسري والزهر غير أننا قد نفقد كل هذا حين استعمال هذه المكونات في صناعة كعك الورقة فقد تصبح هذه الحلوى صناعة مستترة يتم اعرابها بالتقدير .

 

شكري الصغير

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *