كارثة بيئية تنخر جبل زغوان، أي إجراءات متخذة من قبل السلط المعنية؟
وحول أسباب هذه الظاهرة ومدى خطورتها أوضح الدكتور والأستاذ المحاضر المختص في الايكولوجيا وعلوم الحشرات والمكافحة البيولوجية وحماية النباتات والمحيط بالمدرسة العليا للفلاحة بالمقرن محمد ليمام أن السبب الرئيسي لانتشار حشرة السكوليت وتأثيرها بشكل لافت على غابات الصنوبر الحلبي هو التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة والمتميزة بارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار حيث تمثل هذه التغيرات المناخية عاملا أساسيا لإضعاف الشجرة وجعلها سهلة المنال من قبل هذه الآفة القاتلة والمعدية والسريعة الانتشار واصفا وضعية غابة جبل زغوان بالكارثية التي تستوجب تدخلا فوريا وناجعا للسيطرة على البؤر الموبوءة ومنع مزيد انتشار الوباء لحماية الثروة الغابية.
وأكد الدكتور ليمام أن السيطرة على هذه الآفة تتطلب تظافر الجهود وتكثيفها لقص الاغصان والفروع المصابة واقتلاع الأشجار المضرورة بالكامل ونقلها وحرقها في مكان معزول وتجند المجموعة الوطنية للانطلاق العاجل في تنفيذ حملات جماعية لإعادة تشجير المساحات المتضررة، مشيرا أن قلع الأشجار وتركها في أماكنها يشكل مجالا حيويا لتكاثر حشرة السكوليت وبالتالي خطرا إضافيا، كما بين المتحدث أن التدخلات الكيميائية مكلفة جدا وغير ناجعة وفق ما أثبتته التجارب السابقة بالعديد من الدول التي شهدت مثل هذه الظاهرة.
وتجدر الإشارة أن محاولات عدة قامت بها الوميض نيوز لمعرفة الإجراءات المتخذة من قبل الهياكل الجهوية والمركزية لمصالح وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بخصوص هذا الملف العاجل إلا أنها لم تتلقى أي ردّ علما أن عددا من أهالي مدينة زغوان ونشطاء المجتمع المدني عبروا عن قلقهم الكبير إزاء هذه الكارثة البيئة التي تنخر أهم مدخرات الجهة وفخرها وتساءلوا عن مدى حرص السلط المعنية وجديتها في التعامل معها والتصدي لها.
عواطف خلف